كيف مات توت عنخ آمون(2


     أثبتت نتائج الدراسات النهائية التي تمت على صور الأشعة المقطعية التي أخذت لمومياء الملك "توت عنخ امون" بواسطة فريق العلماء المصري عدم وجود أدلة تشير إلى وفاة الفرعون الذهبي مقتولاً نتيجة تلقيه ضربة على مؤخرة رأسه كما كان يعتقد. 


     وأكد الدكتور أشرف سليم عضو الفريق العلمي المصري أن هذا الكسر من وجهة النظر العلمية الطبية لم يكن سبباً مباشراً في وفاة الملك توت عنخ امون. 
وبالنسبة للشكل المميز لجمجمة الملك أشار الدكتور سليم إلى أن العلماء أرجعوا ذلك إلى الاختلافات الخـَلقية العادية بين الجنس البشري. 

وقال سليم أن الدراسات العلمية أكدت أن أحد ضروس العقل غير مكتمل النمو, ومازال بداخل اللثة, كما لوحظ أن المومياء تمتعت بعناية فائقة على يد المحنطين أثناء عملية التحنيط , ومراسم الدفن الملكية. 

     ويقول الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن عظمة الرقبة كشفت أن طول الملك توت أثناء حياته هو 170سم .. وأضاف أن الأشعة أظهرت شق خلقي صغير على الخط المنصف لعظام سقف الفم خلف الأسنان القواطع, كما كانت أسنانه الأمامية غير منتظمة, ووجد اعوجاج بسيط في العمود الفقري وهو طبيعي وليس نتيجة عيب خلقي, كما وجد كسور بالعظم الصفوي الموجود بسقف تجويف الأنف, الأمر الذي يؤكد استخراج المخ عن طريق هذه الفتحة. 
واستخدام الأشعة المقطعية لفحص مومياء ملكية تعد سابقة من نوعها تم طبيقها على يد مصريين, حيث أجريت بواسطة ثمانية أساتذة من كلية طب القاهرة بالتعاون مع ثلاثة أطباء أجانب, اثنان من ايطاليا والثالث من سويسرا, وهم نفس الفريق الذي فحص "رجل الجليد". 

ويؤكد الدكتور زاهي حواس أن هذه النتائج ستغلق بشكل نهائي ملف أسباب وفاة "توت عنخ امون" وألى الأبد, حيث أنه عقب هذه النتائج لن يكون هناك أى سبب لإعادة فحص المومياء مرة أخرى, مضيفاً "الآن يرقد الفرعون الذهبي توت عنخ امون بمقبرته في سلام وأمان كما أراد هو وكما أرادت العقيدة المصرية القديمة". 

     وقد ولد توت عنخ أمون في عام 1343 قبل الميلاد في مدينة "اخيتان", وتوج ملكاً في سن التاسعة, ولم يعرف الكثير عن حياته القصيرة, وتوفي في ظل ظروف غامضة, ودفن في وادي الملوك, وظل قابعاً به حتى عام 1929ق. م عندما اكتشف هوارد كارتر مقبرته. 

نقلاً عن موقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري

تعليقات