1700 صورة إشعاعية لم تجب على السؤال :
كيف مات توت عنخ آمون؟
زاهي حواس «إلى اليسار» بجوار مومياء توت عنخ أمون أثناء المسح الإشعاعي
القاهرة - «أ. ب»، من بول غاروود :
لم يقتل توت عنخ آمون بضربة على رأسه ولم يحطم صدره في حادث ما. ولكن حتى بعد استبعاد مثل هاتين النظريتين الأسطورتين فإن الفحوص الدقيقة التي أجريت لمومياء الفرعون الفتى لم تحل اللغز المحيط بكيفية وفاته.
وقد آثار الفحص بجهاز السكانر احتمالات جديدة : يبدو أن توت كسر ساقه اليمنى وأحدث الكسر ثقباً في بشرته قبل أيام قليلة من الوفاة، حسب ما يوحي الفحص، وربما أدى ذلك إلى إصابته بالتهاب حاد.
إلا أن الفريق العلمي الذي راجع 1,700 صورة سكانر لجسم توت عنخ آمون قبل ثلاثة أشهر تقريباً انقسمت آراؤه حول النظرية الجديدة بإصرار البعض على أن الكسر حدث عندما اكتشفت المومياء في العام 1922 في وادي الملوك في الأقصر. ويقول رئيس دائرة الآثار المصرية زاهي حواس أن توت عنخ آمون ربما مات ميتة طبيعية أو ربما مسموماً.
ومع ذلك وفرت نتائج الفحص بالسكانر نظرة هي الأكثر دقة حتى الآن على حياة أشهر ملوك مصر القديمة الذي حكم البلاد قبل 3300 سنة.
وتوحي نتائج الفحص أن توت عنخ آمون كان حسن التغذية وفي حالة صحية جيدة وطوله 170 سم، ولأول مرة تم تحديد عمره آنذاك بتسع عشرة سنة.
وكان للملك بعض خواص ملوك آخرين من عائلته، وله شق طفيف في سقف فمه لم يسبب له مظهر الشفة الأرنبية (المشقوقة) أو أي تشوهات أخرى في الوجه. كما كان له ضرس قاطع كبير وكانت أسنانه السفلى غير منتظمة الاصطفاف.
ورغم أن الاهتمام الكثير انصب على حياة توت إلا أن الانتباه تركز على كيفية وفاته. فقد كشفت الصور الشعاعية التي أجريت للمومياء من قبل خبراء جامعة ليفربول سنة 1968 وجود قطع عظم داخل جمجمته ما يوحي بأن ضربة قوية تلقاها على الجهة الخلفية لرأسه أدت إلى مصرعه.
إلا أن حواس قال إن الفحص بالسكانر، وهو أول فحص من نوعه يجري على ملك مصري قديم، استبعد أن يكون توت عنخ آمون مات ميتة عنيفة.
وأضاف حواس إن الفريق العلمي لم يعثر على دليل لضربة على الرأس، وكذلك ليس هناك أي مؤشر لاعتداء ما، وكما أن العلماء اعتبروا أنه من المستبعد جداً أنه تعرض لحادث ما أدى إلى سحق صدره.
ويعتقد حواس أن شظايا العظام داخل الجمجمة إنما جاءت نتيجة لثقب حفره المسؤولون عن الدفن بعد موته ليتمكن المصبرون من صب الصمغ والسوائل الأخرى لإعداد الجثة لعملية التحويل إلى مومياء.
ويعتقد بعض أفراد فريق الفحص بالسكانر أن الضرر الذي لحق بالجمجمة والرقبة ربما سببه الفريق الأركيولوجي برئاسة البريطاني هاورد كارتر عندما نزعوا القناع الذهبي الشهير للفرعون إثر العثور على ضريحه.
وجاء في التقرير الذي أعده نفس الفريق إن «مومياء الملك الفتي تم تفكيكه من قبل فريق كارتر الذي كان اهتمامه الرئيسي انتزاع حوالي 150 قطعة من المجوهرات والطلاسم».
وقال حواس انه ليس لديه فكرة عن كيفية وفاة توت عنخ آمون، ومع ذلك قدم نظريتين تقول إحداهما انه مات لأسباب طبيعية والثانية انه جرى تسميمه، مضيفا انه ينوي دراسة الأحشاء لمعرفة ما إذا كانت الأعضاء تحتوي على أي مؤشرات، «ولكنه يكاد يكون مستحيلا إثبات كيفية وفاته».
وقال حواس : إن موت توت عنخ آمون - حوالي سنة 1323 قبل الميلاد - مستغرب لأنه لم يكن قد تجاوز سن التاسعة عشرة وبدا أنه كان في صحة جيدة, ولم يصب بأمراض معدية ولم يعان من سوء التغذية في طفولته.
كما فند الفريق العلمي برئاسة حواس الملاحظات السابقة بأن الجمجمة كانت طويلة، وقال أن شكلها يبدو طبيعيا. كما أن عموده الفقري كان منحنيا لأن المصبرين وضعوا الجثة بهذه الطريقة، وليس لأي سبب مرضي.
وقد انتشلت مومياء توت عنخ آمون الذابلة الشبيهة بالجلد لوقت قصير من الضريح ووضعت في جهاز السكانر لمدة 15 دقيقة لالتقاط صور مجسمة ثلاثية الأبعاد.
ولا يزال الخبراء يحاولون أن يقرروا خط التحدر الصحيح الملكي لتوت. إذ انه ليس واضحاً ما إذا كان ابن و الأخ غير الشقيق لاخناتون، الفرعون «الهرطوقي» الذي ادخل الشكل الثوري للإله الواحد في مصر القديمة، وكان بدوره ابن امنحوتب الثالث.
ويعتقد أن توت كان الحاكم الثاني عشر من السلالة الثامنة عشرة وانه اعتلى العرش عندما كان في الثامنة من عمره.
وكرر حواس رفض السماح بفحص الحمض النووي لرفات توت قائلا ان هامش الخطأ في مثل هذا الفحص هو 40 في المائة عندما يجري للمومياءات.
وأضاف حواس: «أعتقد أن هذه النتائج سوف تغلق صفحة قضية توت عنخ آمون ولن يتم فحص الملك مرة أخرى لا نستطيع أن نعود لفتح موميائه مرة أخرى أبداً. الملك سيرتاح إلى الأبد».
http://www.alriyadh.com
جريدة الرياض

تعليقات
إرسال تعليق