هل يمكن السفر عبر الزمن؟


    هل من الممكن لنا حقًا أن نسافر للمستقبل؟
ترجمة : عرين العاسمي
السفر عبر الزمن

لقد اعتدنا على مشاهدة أفلام الخيال العلمي بما يخص موضوع السفر عبر الزمن , لكن! هل من الممكن لنا حقًا أن نسافر للمستقبل؟ أو العودة للماضي لتغيير حدث ما؟

جميعنا مسافرون عبر الزمن

     الجواب القصير بأن السفر للمستقبل ليس فقط ممكن , لقد تم القيام به ,ولقد عرفنا عنه منذ أكثر من قرن ”السبب في أن عامة الناس لم يعلموا ذلك هو أن فترة الزمن المُسافر صغيرة جدًا جدًا.
     هناك ظاهرة تسمى ”تمدد الوقت” وهي مفتاح اللغز هنا, الوقت يمر ببطئ أكثر كلما اقتربنا أكثر من سرعة الضوء. مثل عقارب الساعة في قطار متحرك سريع ستتحرك أبطئ من تلك الموجودة في ساعة ثابتة.



     فرق الوقت بين الساعتين لا يمكن أن يُلحظ من الإنسان, فعندما يعود القطار لتلك المحطة ستكون الساعتين منحرفتين بمقدار بلايين من الثواني , لو استطاع القطار أن يصل لسرعة 99.999 % من سرعة الضوء, فقط سنة واحدة تمر على متن القطار تقابل 223 سنة على المحطة الثابتة.



      ليست فقط السرعة العامل المؤثر على الزمن , الكتلة أيضًا تؤثر على الزمن, الزمن يبطئ كلما اقتربنا من مركز الجسم كمركز الأرض مثلاً .. كلما ارتفعنا عن سطح الأرض تزداد سرعة الزمن لأننا ابتعدنا عن مركز الأرض.

     الوقت يمر أسرع في الفضاء منه في الأرض, ويمر أسرع على السطح منه في القاعدة ”مثلا”. وله تأثير قابل للقياس على مدار الساعة على متن الأقمار الصناعية لتجربة ”تمدد الوقت” تنشئ عن سرعة مداراتها والمسافة الكبيرة التي تبعدها عن مركز جاذبية الأرض.
     “كل من الجاذبية والسرعة يمكن أن يوفر لك وسيلة للقفز للأمام” لذلك لو كنت تمتلك المال الكافي يمكنك السفر لسنة 3000 بأقل زمن يمكنك – سنة, شهر, بقدر ما يتطلبه الأمر, هي فقط مسالة مال وهندسة.




إلى الأمام ليس إلى الوراء؟

     الذهاب للوراء في الماضي مختلف تمامًا , لا يوجد شيء في نظرية أينشتاين بخصوصه, والتي هي أفضل نظرية لدينا حول طبيعة الزمن, والتي تحول دون ذلك. لا يوجد شيء حتى في نظريته للنسبية العامة, والتي تحول إلى السفر إلى الماضي , لكن العديد من العلماء قلقوا حول هذا الموضوع بسبب كل المفارقات المعروفة.
     على سبيل المثال, تخيل العودة للوراء في الزمن وأن تقتل أمك, عندها لن تستطيع أنت ابدًا أن تُوجد, فكيف كنت قد تمكنت من السفر عبر الزمن لقتل أمك من المكان الأول؟!


     الثقوب الدودية كاختصارات الزمن لفهمنا الحالي لطبيعة الزمن والفيزياء, السفر عبر الزمن للماضي هو ببساطة غير ممكن, لكن الكون مليء بالأسرار, وواحد منها - الثقوب الافتراضية - قد تسمح لنا بهذه الرحلة. هي تقريبا مثل النفق أو اختصار بين نقطتين, على سبيل المثال, إذا كان لدينا ثقب دودي في غرفتك وقفزت بداخلها, ستخرج للطرف الآخر من المجرة .. ”رائع, صحيح ؟”
     لو أن الثقب الدودي يمكن أن يوجد وأن يكون قابل للامتداد, عندها سيؤمن طرق للعودة للوراء في الزمن, وهذا كله يتوقف على إن كانت هذه الثقوب مستقرة أو إذا كان هناك بعض من جوانب الفيزياء ”الغير نسبية”, لكن بعض الجوانب الفيزيائية ”النسبية” يمكن لها أن تمنع من تشكل الثقوب. وهذا سؤال مفتوح.




      وقد اقترح عالم الفيزياء العالمي الشهير "ستيفين هاوكينغ" أن الثقوب التي تحدث على مستوى الكم يمكن لها أن توفر مكان صغير للسفر عبر الزمن. بنفس الطريقة بأن ”تمدد الزمن” ليس خاطف للبصر كالسفر عبر الزمن للمستقبل, عامة الناس غالبًا يرون في السفر عبر الزمن – إلى الماضي - وليس للمستقبل.

     العديد من الأسئلة حول هذا الموضوع غير معروفة, هل سيستطيع الزوار من المستقبل أن يظهروا ويساعدونا في هذا الأمر؟ علينا أن ننتظر لنرى, لكنهم إذا أتوا إلى هنا مستخدمين آلات السفر عبر الثقوب, سيكون علينا أن نبني واحد أولاً ,, بما معنى لا يمكن لنا أن نعبر الجسر لو لم نكن قد عبرنا جزء منه, صحيح؟
نظريًا, سيستغرق أكثر من 100 عام لخلق 100 عام فرق في الوقت بين نهايتين لثقب, لذلك لا يوجد طريق لأسلافنا ليعودوا ويخبرونا بأننا على خطأ حول هذا الموضوع.

(من صفحة  I BELIEVE IN SCIENCE  على الفيس بوك)


 

المصدر الاصلي :
http://news.discovery.com



العلوم الحقيقية
http://real-sciences.com/?p=1528



تعليقات