توماس يونغ Thomas Young




إعداد / جوهرة لامعة
18 مايو 2016
المصدر : https://ar.wikipedia.org/wiki

     توماس يونغ (بالإنجليزية : Thomas Young) ‏ (13 يونيو 1773 - 10 مايو 1829م) هو علامة بريطاني، اشتهر بسبب إسهامه في فك رموز اللغة الهيروغليفية (خاصةً محاولاته في فك رموز حجر الرشيد قبل أن يأتي الفرنسي شامبليون ويوسع أبحاثه ويفك رموز اللغة)، وقدم يونغ العديد من الإسهامات البارزة في عدة مجالات مختلفة حيث أسهم في علم المصريات وعلم اللغة والفيزيولوجيا وميكانيكا المواد الصلبة والضوء وحاسة البصر والطاقة والتناغم الموسيقي.

مختصر حياته :
     ولد يونغ في عام 1773م، في سومرست، ملفرتون، وكان أكبر إخوته التسع، وفي سن الرابعة عشر تعلم اللاتينية والإغريقية، وكان على إلمام بالفرنسية والإيطالية والعبرية والكلدانية والسريانية والسامرية والعربية والفارسية والتركية والأمهرية. بدأ يونغ دراسة الطب في لندن في عام 1792 ثم انتقل إلى إدنبرة في 1794م ، ثم بعد مرور سنة ذهب ليحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء في جوتنجن، سكسونيا السفلى، ألمانيا، وفي عام 1797 انضم إلى جامعة إيمانويل ، وفي نفس السنة ورث مقاطعة عمه ريتشارد بروكلسبي فاستطاع أن يستقل ماديًا، وفي عام 1799م أصبح طبيبًا له عيادة خاصة به في 48 شارع ويلبك، لندن (والآن أصبحت العيادة مميزة باللوحة الزرقاء)، وبدأ يونغ بنشر أبحاثه الفيزيائية الأولى بدون توقيع حتى لا يفقد سمعته الطبية.
     في عام 1801م عُيِّن يونغ كأستاذ للفلسفة الطبيعية (الفيزياء بشكل أساسي) في المعهد الملكي، وفي مدة سنتين قام بإعطاء 91 محاضرة، وفي 1802م عُيِّن كسكرتير أجنبي للجمعية الملكية، وانتخب هناك ليحصل على زمالة المعهد، ثم تخلى عن الأستاذية في عام 1803م خوفًا من تعطيل تلك الواجبات عن عمله الأساسي وهو الطب، ونُشرت محاضراته في 1807م في كتاب بعنوان محاضرات في الفلسفة الطبيعية (Course of Lectures on Natural Philosophy)، وقد احتوت على تخمينات لبعض النظريات اللاحقة. في عام 1811م أصبح يونغ طبيبًا في مستشفى القديس جورج، وفي 1814م اشترك في لجنة عُقدت لمعرفة الأضرار الناشئة عن الإنتاج العام للغاز في لندن، وفي 1816م عُيِّن كسكرتير للجنة تم تكليفها لقياس مدى دقة ثواني البندول، وفي 1818م اختير كسكرتير لمجلس خطوط الطول.

معلومات شخصية :
الميلاد / 13 يونيو 1773م  ميلفيرتون, سمرسيت, بريطانيا.
الوفاة / 10 مايو 1829م (55 سنة) لندن, بريطانيا.
الجنسية / المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا.
الديانة / بروتستانتي.
عضو في / الجمعية الملكية والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.

الحياة العملية :
المدرسة الأم / جامعة إدنبرة , جامعة غوتنغن.
المهنة / عالم، فيزيائي، عالم الإنسان، طبيب، عالم آثار، وبروفيسور (أستاذ جامعي).
مجال العمل / الفيزياء, الفيسيولوجيا, العلوم المصرية.

من أهم أعماله :
1 - من أهم إنجازات يونغ هو أبحاثه في دعم النظرية الموجية للضوء، وكانت هذه النظرية شاذة وغير معروفة، فالذي كان سائدًا من قبل حول الضوء هو ما قاله إسحاق نيوتن في كتابه البصريات (Optics) أن الضوء هو جزئ، ومع ذلك فقد حطم يونغ في بداية القرن التاسع عشر تلك النظرية وأعطى أسبابًا نظرية كثيرة تدعم النظرية الموجية للضوء.
2 - درس الآثار الفرعونية في مصر وحقق تقدمًا مهمًا حين بدأ في 1814م يدرس الكتابة الهيروغليفية في (حجر الرشيد) وفك لغزها خلال سنوات.
3 - طور النظرية الموجية التي وضعها أوغسطين جان فرينيل (1788-1827م) ، حيث يعتبر توماس يونغ هو من قام بإحياء النظرية الموجية وقد برهن يونغ في بداية القرن التاسع عشر الميلادي على الطبيعة الموجية للضوء, والتجربة التي قام بها يونغ لإثبات نظريته تسمى Youngs double-slit experiment.
4 - درس عام 1801م التشابك الضوئي Les interférences Lumineuses . وأعطى أول تفسير نوعي للظاهرة.
5 - شق يونغ Fente d'young. يظهر في تجارب التشابك الضوئي.
6 - مقياس يونغ : إن الإطالة Dl لقضيب معدني طوله l وسماكته (S) تحت تاثير قوة مقياسها (F) تكون ضمن نطاق مطاطية المعدن: يمكن أن تحسب بالعلاقة التالية: حيث E هو مقياس المطاطية وهي تساوي في النظام كما قام بتحديد الطول الموجي للضوء أحادي الألوان.
7 - البصر ونظرية الألوان : يُعتبر يونغ مؤسس علم البصريات الفيزيولوجية، ففي 1793 شرح الطريقة التي تتكيف فيها العين على الرؤية على مسافات مختلفة بالاعتماد على تغير تكوّر عدسة العين، وفي 1801 كان أول من وصف اللابؤرية ، وقدم في محاضراته الفرضية التي طورها فيما بعد الألماني هرمان فون هلمهولتز.، والتي تقول أن إدراك اللون يعتمد على وجود ثلاثة أنواع من الألياف العصبية في شبكية العين، والتي تستجيب على التوالي للضوء الأحمر والأخضر والبنفسجي.
8 - معادلة يونغ - لابلاس : في عام 1804م طور يونغ نظرية الظاهرة الشعرية على أساس مبدأ التوتر السطحي، ولاحظ اطراد زاوية تماس سطح السائل مع الجسم الصلب، ووضح من خلال هذين المبدأين كيفية استنتاج ظاهرة العمل الشعري.
9 - يعتبر يونغ أول من استخدم مصطلح "طاقة" بالمعنى المعروف في العصر الحديث.
10 - اللغة الهيروغليفية : يونغ هو واحد من الأوائل الذين حاولوا فك رموز اللغة الهيروغليفية بمساعدة أبجدية ديموطيقية مكونة من 29 حرف قام بعملها ديفيد آكيربلاد في 1802م (كان يوجد 14 حرف خاطئ في الأبجدية)، لكن آكيربلاد أخطأ في اعتقاده بأن الديموطيقية ليست إلا مجرد أبجدية، وقد بين يونغ هذا الخطأ.
11 - قدم يونغ إسهامات مهمة في الفيزيولوجيا خاصةً ديناميكا الدم ، وذلك من خلال محاضرة كرونية ألقاها سنة 1808 عن وظائف القلب والشرايين (Functions of the Heart and Arteries)،
12 - كتب يونغ ثلاثة كتب في الطب هم :
مقدمة للكتابة الطبية (An Introduction to Medical Literature)
النظام العملي لتصنيف الأمراض (System of Practical Nosology)
مقالة تاريخية وعملية عن الأمراض الاستهلاكية (Practical and Historical Treatise on Consumptive Diseases).
13 - وضع يونغ قاعدة لتعيين جرعة الدواء اللازمة للطفل، وتقول القاعدة أن الجرعة اللازمة للطفل هي جرعة الإنسان البالغة لكن مضروبة في سنين عمر الطفل ثم مقسومة على 12 مع زيادة عمر الطفل.

     
     كان يونغ يعلم أن الأسماء الملكية مثل بطليموس لابد من أن تكون موضوعة داخل خراطيش، فقام بترتيب العلامات الموجودة في الخرطوش كحروف تمثل لفظ بطليموس، وتوصل إلى الحروف التي تكون الاسم، لكنه لم يتمكن من معرفة الحروف الصوتية التي تكون الاسم، وحينما أراد أن يطبق الحروف الأبجدية التي توصل إليها بالخطأ لم يستطع أن يتوصل إلى أية كلمة قبطية مماثلة، والكثير من استنتاجات يونغ نُشرت في المقالة المعروفة مصر (Egypt) التي طبعت في طبعة دائرة المعارف البريطانية عام 1818. عندما نشر اللغوي الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في عام 1822 ترجمة النص الهيروغليفي وتوضيح ماهية نظام القواعد في اللغة، أشاد يونغ وآخرين بعمل شامبليون، وفي عام 1823 نشر يونغ كتاب رصد الاكتشافات الحالية في الكتابات الهيروغليفية والأثريات المصرية (Account of the Recent Discoveries in Hieroglyphic Literature and Egyptian Antiquities)، لكي يضمن أن يكون عمله هو أساس لنظام شامبليون، وقد أوضح أنه أرسل عدة رسائل إلى باريس في 1816، لكن شامبليون رفض أن يتقاسم معه فضل الاكتشاف، مما أدى إلى خلاف بينهما، وبسبب الأوضاع السياسية وقتها تصاعدت الأزمة بينهما، فتحيز الإنجليز ليونغ وتحيز الفرنسيون لشامبليون، لكن شامبليون أصر على أنه أول من فك رموز اللغة على الرغم من أنه وقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها يونغ في قواعد اللغة.

     وقد أشاد العلماء بأعماله وإسهاماته على الرغم من أنهم يعرفونه من خلال إسهاماته في تخصصهم فقط، إلا أنه كان متخصصًا في عدة مجالات، وقد قال عنه السير جون هيرشل الذي عاصره : "عبقري حقيقي"، وكذلك أشاد به ألبرت آينشتاين في عام 1931م في مقدمة طبعة لكتاب البصريات (Opticks) لنيوتن، بالإضافة إلى إشادة وإعجاب كلاً من جون وليم ريليه وفيليب أندرسون.

     وقبل موته بعدة سنين أصبح مهتمًا بالتأمين على الحياة، وفي 1827 أختير مع سبعة آخرين كزميل للأكاديمية الفرنسية للعلوم. وفي 1828م اُنتخب كعضو أجنبي للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم. مات توماس يونغ في لندن في 10 مايو 1829م ، ودفن في مقبرة كنيسة القديس جيلس في فارنبوروف، كنت، إنجلترا.

تعليقات