تقول إحدى الأخوات:
البارحة وأنا اسعى بين الصفا والمروة وقد أكرمني الله بأداء العمرة
كنت على جبل الصفا في الشوط الاخير
فشاهدت امرأة جالسة بجانب سور الجبل تبكي بكاءً مريرًا
للوهلة الاولى لم أقترب فقد كان يحيط بها بعض النساء فظننتهم أقاربها
ولكن ما لبثوا أن انفضوا من حولها فاقتربت منها - والله ليس فضولاً-
وإنما عسى أن يكرمني الله بعمل خير في هذا المكان المبارك.
فسألتها إذا كان بإمكاني أن أساعدها في شيء فلم تعرني أنتباهها
فأعدت السؤال إذا كانت تريد مالا أو مساعدة....!! فأجابت بالنفي فجلست بجانبها
فما لبثت أن قالت لي :
في هذا المكان منذ عشر سنين (10) كنت برفقة والدتي لأداء العمرة
وكنت متعبة واطالت والدتي الدعاء فنهرتها بحجة أننا مستعجلون فقامت مقهورة.
واليوم *وأنـا* برفقة ابني وزوجته وأولاده وقفت لأدعو لمن أحب على الصفا
فنهرني بحجة أن أولاده صغارًا وأني *أنـا* لا أبالي بهم.. لم ينهرني فقط، بل تركني وذهب.
فقلت لها:
هل أعطيك هاتفي لتتصلي به
فقالت :
لا أعرف رقمه أكيد سيعود لابد أن يمر على الصفا ويراني هنا.
في المسعى تذكرت السيدة هاجر تركض من أجل شربة ماء لابنها
والله عجزت على أن أتلفظ بكلمة في هذا المقام يعجز المقال هنا.
وفي نفس المكان أيضا تعاقب هذه الأم لأنها نهرت أمها منذ عشر سنين.
وفي نفس المكان ابن يترك والدته وحيدة مقهورة.
هنا تذكرت ما قال أبو الدرداء رضي الله عنه :
« البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَموت، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان ».
" منقولة "
تعليقات
إرسال تعليق